تنظم وزارة التعليم والتعليم العالي بالتعاون مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي سنوياً المسابقة الوطنية للبحث العلمي والابتكار تحت شعار "باحثون واعدون من أجل قطر"، والتي يشارك فيها جميع طلبة المدارس الحكومية والخاصة، كما تتيح الفرصة للمعلمين والتربويين لعرض أبحاثهم الإجرائية.
وتبدأ المسابقة بمعارض التصفيات المدرسية الداخلية التي تؤهل الطلبة للتصفيات النهائية من خلال فعاليات الأسبوع الوطني للبحثِ العلمي والابتكار حيث يعرض الطلبة والمعلمين مشاريعهم ويتم تقييمها من قبل مجموعة من المختصين، وفي الحفل الختامي يتم تكريم الأوائل والمتميزين بحضور وزير التعليم والتعليم العالي وقيادات التعليم والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، والتربويين، وأولياء الأمور والمهتمين بالبحث العلمي، ويعد هذا الأسبوع أحد أبرز مظاهر الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار.
ونظراً لتعذر إقامة الأسبوع الوطني للبحث العلمي والابتكار للعام الدراسي 2019 – 2020، والذي كان من المقرر إقامته خلال الفترة من (4 – 9 أبريل 2020) بسبب جائحة كورونا، فقد تم التفكير في إنشاء منصة للبحث العلمي تُعرض فيها أبحاث الطلبة والمعلمين والشركاء.
والمنصة الإلكترونية هي معرض افتراضي لعرض أبحاث الطلبة والمعلمين المتميزة، والإعلان عن المراكز الأولى في جميع المراحل الدراسية وفئات المشاريع المقدمة.
وسيتم عرض الأبحاث والمشاريع سنوياً على المنصة، وتكون متاحة من خلال موقع الوزارة لجميع المدارس وعامة الجمهور.
وتحتوي المنصة على جميع المشاريع البحثية المتأهلة للتصفيات النهائية للمسابقة الوطنية للبحث العلمي والابتكار حسب المجالات والمراحل المختلفة وهي على النحو التالي:
وقد صرحت الأستاذة فوزية عبد العزيز الخاطر، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التعليم والتعليم العالي، بأن المسابقة الوطنية السنوية للبحث العلمي والابتكار هي مسابقة وطنية إبداعية، تهدف إلى الاحتفاء بالبحث العلمي وتعزيز وتطوير المهارات العلمية والبحثية لدى طلبة المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مختلف مدارس الدولة، وتسعى كذلك إلى بث روح التعاون والمنافسة بين الطلاب؛ لتحقيق التميز في المجالات البحثية كافة، فضلا عن إبراز مشاريع الطلبة التي تُعنى بمشكلات العصر، وتقديم الدعم اللازم لها والتعاون والتنسيق مع الشركاء في مؤسسات الدولة المعنية بأبحاث الطلبة، وإتاحة الفرصة للمشاريع البحثية المتميزة للمشاركة في المنافسات الإقليمية والدولية.
وأضافت الأستاذة فوزية الخاطر قائلة: إنَّ المسابقةَ الوطنيَّةَ السنويَّةَ للبحثِ العلمِيِّ والابتكارِ هي بوابةٌ علميَّةٌ رائدةٌ، يستطيعُ من خلالِها الباحثونَ الواعدون، إذكاءَ روحِ المنافسةِ، ووضعِ قدمِهم على مدارجِ العلماءِ، ولقدْ رأينا أبناءَنا الباحثينَ وهم يحصدونَ جوائزَ البحثِ العلميِّ في العديدِ من المشاركاتِ العالميّةِ، وبكافّةِ فروعِ العلمِ والمعرفةِ، وإنَّنا نفخرُ بتلكَ الثُّلة من أبنائِنا، وهم يسجلونَ أسماءَهم في سجلِّ الأوائلِ من خلالِ فوزِهم بتلك المسابقاتِ.
وأضافت الخاطر أن وزارة التعليم والتعليم العالي تسعى من خلال رؤيتها ورسالتها إلى توفير تعليم يُسهم في دفع عجلة الاقتصاد، من خلال تزويد الطلبة بالمهارات التي تركز على الابتكار في التقنيات المتطورة وفي ريادة الأعمال، ويأتي ذلك تماشياً مع رؤية قطر 2030 التي تسعى إلى تحويل المجتمع القطري إلى مجتمع معرفي مبدع.
كما تأتي المسابقة الوطنية السنوية للبحث والابتكار سعياً لإيجاد بيئة علمية إبداعية تنافسية محفزة لعقل الباحث العلمي، وتهيئته للمنافسة والدخول في المنظومة العالمية المعرفية، القائمة على الابتكار والبحث العلمي لتحقيق التنمية الوطنية المستدامة.
ونوهت الخاطر إلى أن وزارة التعليمِ والتعليم العالي قد دأبت على توفير جميعِ الإمكانياتِ للباحثين بهدف تنميةِ حبِّ البحثِ والاختراعِ لديهم، وإنَّنا نبارك كلَّ جُهدٍ يَصبُّ في هذا الاتجاه، كما أنَّنا نباركُ للذينَ أحدثوا هذه المنصة كبديلٍ عن المعارضِ المباشرة، نظرا لما يمرُّ به العالمُ من ظروف استثنائية بسبب
جائحة كورونا، آملين أن تؤدي هذه المنصةُ المبتغَى المنشودِ في حشدِ الباحثين وإثارة هممهم، وأن تكونَ منطلقًا لطلبتِنا من المنافسةِ المحليَّةِ إلى العالميَّة، وأنْ نرى باحثينَ واعدين تفخرُ بهم دولةُ قطر.
كما صرح الدكتور/ عبدالستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: "تماشيًا مع رؤية ورسالة الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في بناء القدرات الوطنية في البحث العلمي في كافة المراحل فقد قام الصندوق بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي بتشجيع طلبة المدارس في كافة المراحل على توظيف ما يتعلمونه من معارف ومهارات من خلال تدريبهم على منهجيات البحث العلمي، مما يُسهم في تطورهم، ونمو مداركهم، وغرس ثقافة بحثية راسخة، ليكونوا علماء المستقبل ويُشاركوا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في بناء مجتمع قائم على المعرفة"
وأكدت الدكتورة/ عائشة العبيدلي، مدير برامج بناء القدرات البحثية في الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي "أن إطلاق برنامج الخبرة البحثية لطلبة المدارس الثانوية، والممول من قبل الصندوق العام الأكاديمي الفائت2019-2020 يُعد إضافة نوعية لتدريب الطلبة على الأبحاث خارج إطار المدرسة وتحديدا في الجامعات بإشراف مرشدين أكاديميين من الجامعات والمراكز البحثية، مما يرفع من المستوى العلمي لهذه الأبحاث ويزيد فرص قطر في المسابقات البحثية الدولية على غرار إنتل آيسيف وآيتكس و أولمبياد كوريا للابتكار الذي شهد حصول دولة قطر على الجائزة البرونزية للبحث المقدّم من الطالبين عبدالهادي جابر جلاب وحارث نشأت عن بحثهما المعنون بـ "تأثير جسيمات الفضة النانونية على علاج القدم السكرية" من مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين."
وتشهد المسابقة الوطنية للبحث العلمي والابتكار سنويا زيادة متنامية في عدد المدارس المشاركة وعدد المشاريع البحثية، وتطورا في نوعية الأبحاث المقدمة.